التوحيد هو جوهر الدين، وهو الشيء المشترَك بين جميع الأنبياء وجميع الشرائع. وقد وَرَد في القرآن عشراتُ الآيات الناطقة بإثباتِ وحدانية الله .
ولذلك كان ضروريًّا أن يهتم المسلمون بالتوحيد؛ لأنه لب الدين وحقيقته، فأفردوا له علمًا أسموه بـ«علم التوحيد» الذي يمكن القولُ عنه ببساطة: إنه العلم الذي يبحث عما يجب لله من صفات الجلال والكمال، وما يستحيل عليه من كل ما لا يليق به، وما يجوز من الأفعال، وعما يجب للرُّسل والأنبياء، وما يستحيل عليهم، وما يجوز في حقِّهم، وما يتصل بذلك من الإيمان بالكتب المنزَّلة، والملائكة الأطهار، ويوم البعث والجزاء، والقضاء والقدر. وفائدة هذا العلم: تصحيح العقيدة، والسلامة في العواقب، ونيل السعادة في الدارين.
وسعادة الدارين لا تتم إلا إذا قُبِل صالحُ عملِ العبدِ، والثابتُ أنه لا يُقبل عملُ العبد إلا إذا كان خالصًا لوجه ربه الكريم؛ ومن هنا سُمِّيَت كلمةُ لا إله إلا الله: كلمةَ التوحيد، وكلمةَ الإخلاص. ولأهمية التوحيد لكل إنسان يسر «دار الفاروق للاستثمارات الثقافية» أن تقدم كتابًا فريدًا ومهمًّا يبين بعض معاني التوحيد، وهو كتاب «تجريد التوحيد المفيد» للعلامة تقي الدين المقريزي.
|