إن السيرة النبوية العَطِرة لخير الأنام وسيد الأوَّلين والآخرين، وسيرة وحياة أصحابه وآله رضوان الله عليهم أجمعين، كانت ولا تزال مَعِينًا لا ينضُب، ونبعًا لا يجفُّ ونهرًا عذبًا صافيًا يغترف منه كلُّ مريد وكل حائر وكل طالب هدًى وكل راغب في سبيل للسعادة والنجاة، فكل من غاص في بحر السيرة العطرة قد خرج منها بجواهر الدين، ولآلئ الأخلاق، ودُرر السلوك، ويواقيت الحِكَم، وفُصوص البلاغة، ومِسْك العقيدة، وعنبر التوحيد، وحلاوة الإيمان.
وقد ظهرت عشرات الكتب التي اغترفت من سيرة الرسول وسيرة أصحابه قديمًا وحديثًا، ويسرُّ «دارَ الفاروق» أن تقدِّمَ لقُرَّائها الكرام دُرة من درر تراثنا العزيز على قلوبنا جميعًا، ألا وهو كتاب: «سيرة النبيِّ )صلي الله عليه وسلم( وسيرة أصحابه العشَرة رضوان الله عليهم أجمعين».
وهذه الجوهرة الفريدة للعلامة الحافظ: عبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سرور المقدسي الـجَمَّاعيلي الدمشقي الحنبلي، أبو محمد، تقي الدين.
وهذا الكتاب الذي بين أيدينا قد أجمَلَ فيه مؤلفه سيرة الرسول )صلي الله عليه وسلم( وسيرة أصحابه العشَرة الكرام المبشرين بالجنة بصورة موجزة مختصرة، ولكنها تفي بالغرض المطلوب منها لمن أراد أن يطَّلع بصورة سهلة وسريعة على السيرة المباركة. وهو أيضًا كتاب يمكن أن يكون كتابًا تعليميًّا للناشئين؛ لسهولة لفظه واختصاره وإجماله. |