جعَلَ الله سبحانه لبعضِ الشُّهور فضْلًا على بعضٍ،كما جعَلَ بعضَ الأيَّامِ والليالي أفْضلَ مِن بعٍض، فقدجعَلَ ليلةَ القَدْر خيرًا مِن ألفِ شهرٍ، وجعل يوم الجمعة خير أيام الأسبوع، وفَضَّل رمضان على سائر الشهور، وأقْسَم بالعَشْرِ وهو عَشْرُ ذي الحجَّة... وما مِن هذه المواسمِ الفاضلةِ موْسِمٌ إلا ولله تعالى فيه وظيفةٌ مِن وظائفِ طاعتِه، يتقرَّبُ المسلم بها إليه، ولله فيه لطيفةٌ من لطائفِ نفَحَاتِه يُصيب بها مَن يعودُ بفضْله ورحمَتِه عليه. فالسَّعيد مَن اغتَنَم مواسمَ الشُّهور والأيَّام والسَّاعات، وتقرَّب فيها إلى مولاه بما فيها مِن وظائفِ الطَّاعات، فعسى أنْ تُصيبَه نَفحةٌ من تلك النَّفَحات، فيَسعَد بها سَعادةً يأمَنُ بعدها مِن النَّار وما فيها من اللَّفَحات، ودار الفاروق للاستثمارات الثقافية يسرها أن تقدم هذا الكتاب الجليل الذي جمع فيه مؤلفه الإمام الحافظ العلَّامة زين الدين عبد الرحمن بن أحمد الدمشقي الحنبلي، الشهير بابن رجب، جميع فضائل الشهور والأيام والليالي وكل موسم إسلامي، وعيد يفرح به المسلمون، فذكر كل ما يتقرب به المسلم من الأعمال التي كان يحرص عليها الرسول ص وصحابته والتابعون من بعدهم وهو كتاب جدير بكل مسلم أن يقتنيه ويعمل به.
|