ن «طلب الـحلال فرِيضة على كل مسلمٍ»، ومع أن الحلال بين والحرام بين، فإن هذه الفريضة من أصعب فرائض الإسلام على العقول والقلوب والجوارح؛ ولذلك ضاع- أو كاد- العلمُ والعمل بهذه الفريضة؛ إذ ظنَّ كثير من الناس جهلًا أو استسهالًا أن الحلال مفقود، وأن السبيل دون الوصول إليه مسدود، وخاصة في هذا العصر الذي اختلطت فيه الأمور، واختلت الموازين، وعم الفساد، وأصبح التمسك بطلب الحلال والشرف تخلُّفًا ورجعية.
والابتعاد عن الرذائل والقبائح قلةَ حيلةٍ وضعفًا، حتى وجدنا مَن يتفاخر بارتكاب المعاصي والمحرَّمات، ومن يبرِّر المفاسد والموبقات، وزينوا الحرام في ثوب الحلال بحجة التقدم والحرية، وأظهروا الحلال في شكل الحرام في إطار المدنية؛ فلما كان هذا الاختلال والإفساد، وجب كشف الغطاء عن الفساد بالإرشاد إلى الفرق بين الحلال والحرام والشبهة، على وجه التحقيق والبيان، وهذه المشكلة القديمة الحديثة قد واجهت المسلمين من قبل، فتصدى
علماء الإسلام في الماضي والحاضر؛ لبيان شبهات الحلال والحرام، ومن هؤلاء العلماء حجة الإسلام أبو حامد الغزالي، فيمكن القول بأن كتاب «الحلال والحرام» لم يدع لأحد حجة في ترك الحلال أو في إتيان الحرام.
لذا يسر «دار الفاروق للاستثمارات الثقافية» أن تقدم هذا الكتاب الجميل في أسلوبه، المفيد مضمونُه، لعَلَمٍ من أعلام الإسلام نذَر حياته لخدمة الإسلام حتى استحق أن يكون حجة الإسلام، الإمام أبي حامد الغزالي، لعله يكون مرشدًا أمينًا للتفرقة بين الحلال والحرام
|